في العصر الحديث، نواجه تحديات صحية متزايدة تتعلق بأمراض العصر التي تؤثر على جودة حياتنا وتطورها، حيث أنها مجموعة من الاضطرابات الصحية التي ترتبط بأسلوب حياة العصر الحديث وتأثيراتها على الصحة البشرية، ومن بين هذه الأمراض يأتي إضطراب القولون العصبي كواحد من الأمثلة البارزة.
ويعرّف القولون العصبي بإنه اضطراب شائع في الجهاز الهضمي يتميز بتكرار حدوث أعراض مثل تغيرات في عادات الإخراج، والانتفاخ، وآلام بطنية، وتشنجات، ويعتبر القولون العصبي غير خطير من حيث الأمان، لكنه يمكن أن يكون مؤلمًا ومزعجًا للأشخاص الذين يعانون منه، حيث ترتبط أسباب القولون العصبي بعوامل مثل التوتر والتغذية والوراثة، ويتطلب إدارة الحالة تعاوناً بين الطبيب والمريض للتخفيف من الأعراض وتحسين الجودة الحياتية.
ما هي أعراض القولون العصبي؟
- تغيرات في عادات الإخراج: يمكن أن يشمل ذلك إمساكًا أو إسهالًا أو تبادلًا مستمرًا بينهما.
- الإنتفاخ والغازات: الشعور بالإنتفاخ والتورّم في منطقة البطن وتكون الغازات مشكلة شائعة.
- ألم وتشنجات بطنية: يعاني العديد من الأشخاص من آلام في منطقة البطن وتشنجات مؤلمة تكون غالبًا أسوأ بعد تناول الطعام.
- الإحساس بضغط البراز: الشعور بأن هناك ضغطًا على البراز داخل المستقيم دون وجود حاجة حقيقية للإخراج.
- مخاوف نفسية متعلقة بالإخراج: يمكن أن تؤدي الأعراض إلى قلق شديد بشأن الإخراج والحمامات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انعزال اجتماعي.
- إضطرابات أخرى في الجهاز الهضمي : بعض الأشخاص قد يعانون من اضطرابات أخرى مثل القيء والحموضة وصعوبة في البلع.

العوامل المؤثرة على القولون العصبي:
- عوامل نفسية: يعتقد البعض أن الضغوط النفسية والتوتر قد يزيد من حدوث أعراض القولون العصبي أو يزيد من حدّتها.
- العوامل الغذائية: بعض الأطعمة والمشروبات مثل الكافيين والمشروبات الغازية والمأكولات الدهنية يمكن أن يساهم في تفاقم الأعراض.
- تغيرات في الهرمونات: تظهر بعض النساء تفاقم في أعراض القولون العصبي قبل أو أثناء فترة الدورة الشهرية.
- العوامل الوراثية: يمكن أن يلعب العامل الوراثي دورًا في زيادة خطر الإصابة بالقولون العصبي.
- الالتهابات البكتيرية والفيروسية: بعض الأشخاص يمكن أن يشعروا بالأعراض بعد تعرضهم للعدوى.
العلاج وإدارة القولون العصبي:
لا يوجد علاج مؤكد للقولون العصبي، ولكن يمكن إدارة الأعراض بنجاح من خلال التغييرات في النمط الغذائي ونمط الحياة وبعض الأدوية، ومن المهم أن يعمل الشخص المُصاب بالقولون العصبي مع طبيبه لتحديد العلاج الأمثل له، كما يمكن أن تساعد العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي والتفكيري في إدارة التوتر والقلق المرتبطين بالقولون العصبي.
في الختام، القولون العصبي هو اضطراب هضمي شائع يمكن أن يؤثر على نوعية حياة الأشخاص، ومن المهم التشاور مع محترف طبّي لتقييم وإدارة الأعراض بشكل مناسب.