تقع قرية الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، وهي واحدة من الكنوز التاريخية التي تحمل في طياتها أسراراً قديمة ورموزاً للتراث الثقافي الغني في المنطقة، وعُرفت هذه القرية بأنها الناجية الوحيدة من عصر ازدهار الغوص على اللؤلؤ، حيث كانت مركزاً حيوياً للتجارة البحرية ومكاناً يجتمع فيه الشعراء والتجار والبحارة، وبُنيت من شعاب مرجانية قُدِّر لها أن تتحمل قسوة الزمن، مما جعلها تروي قصة أهلها عبر العصور.
تأسست الجزيرة في القرن السابع عشر، وكان لها دور بارز في صناعة اللؤلؤ، حيث استقطبت السكان من المناطق المحيطة الذين كانوا يعملون في هذا القطاع، ومع انهيار هذه الصناعة في أوائل القرن العشرين، بدأت حياة القرية تتلاشى، وتدريجياً انتقل سكانها إلى مناطق جديدة بحثاً عن فرص أفضل.

شاهد أيضاً: أبرز الأماكن التي يجب عليك زيارتها في رأس الخيمة
ورغم مغادرتهم تركوا خلفهم إرثاً معمارياً يعكس براعتهم في استغلال الموارد المحلية، حيث بُنيت البيوت من 12 مليون قطعة من المرجان، مع جدران سميكة وفن معماري مميز.
اليوم تُعتبر الجزيرة الحمراء مقصدًا فريدًا للمستكشفين وعشاق التاريخ، وتثير شوارعها المهجورة وحكاياتها عن الجِنّ والأرواح الغامضة فضول الزوار، حيث يُمكنهم استكشاف المعالم الرئيسية مثل السوق والقلعة عبر مسارات تم تجديدها حديثًا، ويمثل هذا المكان تجسيداً للمرونة البشرية، ويُعبر عن قدرة الناس على التكيف مع بيئتهم، حتى في أوقات الشدائد.



وإن زيارة قرية الجزيرة الحمراء هي رحلة عبر الزمن، تتيح للزوار استشعار نبض التاريخ واستكشاف الثقافات التي أثرت في هذه البقعة من العالم، وهي أكثر من مجرد قرية مهجورة؛ إنها رمز للتاريخ والذاكرة، تجسد روح الكفاح والتكيف التي ميزت حياة الأجيال السابقة.
شاهد أيضاً:
5 فنادق جديدة مذهلة قادمة إلى رأس الخيمة
أفضل 8 أنشطة يمكن ممارستها في رأس الخيمة
أفضل 5 مقاهي تقدم شيشة في رأس الخيمة
أفضل 10 أنشطة سياحية في رأس الخيمة