يُقدر عدد السوريين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة في عام 2024 بنحو 240 ألف نسمة، ما يعادل حوالي 2.5% من إجمالي سكان الدولة، تعكس هذه النسبة التوسع الكبير للجالية السورية في الإمارات، حيث أصبحت من بين أكبر الجاليات العربية في البلاد، وتأتي هذه الزيادة نتيجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن العلاقات الثنائية القوية بين البلدين.
التوزيع الجغرافي للجالية السورية في الإمارات
تتركز الجالية السورية بشكل أساسي في المدن الكبرى، وتُعتبر إمارة دبي هي الوجهة الأولى للسوريين، حيث يُقدر عددهم فيها بحوالي 150 ألف نسمة،كما يتوزع عدد كبير منهم في إمارة أبو ظبي، عاصمة الدولة، والشارقة، التي تتمتع بطبيعة عائلية ومجتمع متماسك، لتوفر هذه الإمارات فرص عمل متنوعة وتتميز بمستويات معيشية مناسبة.
القطاعات المهنية للسوريين في الإمارات
يعمل السوريون في الإمارات في مجموعة واسعة من القطاعات، ويساهمون في دعم الاقتصاد الإماراتي من خلال شغلهم لمواقع حيوية في المجالات التالية:
شاهد أيضاً: الإمارات الثالثة عالميا في تجارة الماس
- التجارة والأعمال: يمتلك العديد من السوريين شركات تجارية، ويمارسون الأنشطة الاقتصادية التي تشمل الاستيراد والتصدير وإدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- التعليم: يعمل السوريون كمدرسين وأكاديميين في المدارس والجامعات، مقدمين بذلك خبراتهم الأكاديمية والتعليمية.
- الرعاية الصحية: يساهم الأطباء والممرضون السوريون بشكل فعّال في قطاع الصحة، حيث يتمتعون بسمعة جيدة ومهارات طبية مميزة.
- الخدمات المالية: يعمل العديد منهم في البنوك والشركات المالية، مما يساهم في نمو وتطور القطاع المالي.
- الهندسة: يشارك المهندسون السوريون في تطوير مشاريع البنية التحتية والإسكان.
- تكنولوجيا المعلومات: يبرز دور السوريين أيضًا في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث يعملون في تطوير البرمجيات وتقديم الحلول التقنية.
- السياحة: نظرًا لخبراتهم، يشغل السوريون مواقع متعددة في قطاع السياحة والضيافة، خاصة مع تنوع الخلفيات الثقافية لديهم.
متوسط الرواتب ومستويات الدخل
يختلف معدل رواتب السوريين في الإمارات حسب المهنة والخبرة والموقع. فعلى سبيل المثال، تتراوح الرواتب بين 4,000 درهم و20,000 درهم شهريًا، وقد تزيد هذه الرواتب في بعض القطاعات التي تتطلب مهارات وخبرات عالية. ويعود هذا التفاوت في الأجور إلى اختلاف التخصصات والمستويات الوظيفية، حيث يُحصل الأطباء والمهندسون وأصحاب الكفاءات العالية في التكنولوجيا والمهن المالية على رواتب أعلى من العاملين في مجالات أخرى.
دوافع الهجرة إلى الإمارات
تُعد الإمارات وجهة مفضلة للسوريين لعدة أسباب، ومن أهمها:
- فرص العمل: تتمتع الإمارات بسوق عمل ديناميكي ومتجدد، حيث توفر فرصًا واسعة في مختلف القطاعات.
- الأمان والاستقرار: يعتبر مستوى الأمن المرتفع والاستقرار السياسي والاجتماعي في الإمارات من أبرز عوامل جذب السوريين.
- مستوى المعيشة المرتفع: توفر الدولة بنية تحتية متقدمة وخدمات عامة عالية الجودة.
- جودة التعليم والرعاية الصحية: تُعد الإمارات من الدول التي تقدم نظامًا تعليميًا وصحيًا متطورًا.
- التسامح والتنوع الثقافي: تقدم الإمارات بيئة متعددة الثقافات، حيث يُسمح للجميع بممارسة معتقداتهم وثقافاتهم في أجواء منفتحة.
التحديات التي تواجه السوريين في الإمارات
رغم الفرص المتاحة، يواجه السوريون في الإمارات بعض التحديات، ومنها:
- صعوبة الحصول على تأشيرات العمل: تتطلب بعض القطاعات تأشيرات خاصة أو تراخيص معينة، وهو ما يمثل تحديًا أمام بعض الراغبين في العمل بالإمارات.
- ارتفاع تكاليف المعيشة: تعد تكاليف السكن والمعيشة مرتفعة نسبيًا، خاصة في المدن الكبرى مثل دبي وأبو ظبي.
- التنافس على الوظائف: يشكل التنافس على الوظائف تحديًا في ظل تنوع الجاليات وكثرة المؤهلات.
- صعوبة الاندماج في المجتمع: على الرغم من التسامح والتنوع، قد يواجه بعض السوريين صعوبات في التأقلم الكامل داخل المجتمع الإماراتي.
مستقبل الجالية السورية في الإمارات
من المتوقع أن يستمر نمو عدد السوريين في الإمارات في السنوات المقبلة، خاصة مع التسهيلات التي توفرها الحكومة الإماراتية للحصول على تأشيرات العمل والإقامة طويلة الأمد. وتسعى الإمارات إلى تعزيز اندماج السوريين في المجتمع، سواء من خلال تقديم تسهيلات في الإقامة أو عبر إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية تساهم في تعزيز مهاراتهم، مما يساعدهم على المساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد الإماراتي.
شاهد أيضاً:
مواعيد مواصلات ومواقف دبي في رمضان 2024
لماذا لا تفرض دبي ضريبة دخل؟
دبي تسمح باصطحاب السكوتر الكهربائي بالمترو
